الاثنين، 14 مارس 2011

يا مصطفى أذقني طعم الحرية!


يا مصطفى أذقني طعم الحرية!


 إلى شهيد الحرية مصطفى الصاوي

أتتحدثين إلى نفسك؟!
لا يا "ماما" أنا أتحدث إليه!
رمقتني شزرا، خرجت وأغلقت الباب...
وأمام شاشة "الكمبيوتر" وتحديدا أمام صفحة "اليوتيوب"، وأكثر تحديدا أمام ذلك المشهد الذي تم التقاطه للشهيد مصطفى الصاوى بالمشرحة عند سقوطه شهيدا في ميدان التحرير -أيام ثورة الشباب- أثر تلقيه عشرات الرصاصات في صدره، عدت ثانية إلى ذلك الحوار:
 سامحني يا أخي فليس بيدي!
ليس بيدي أن صادفت الثورة وجودي خارج البلاد، كنت لأخرج معك، أحمي ظهرك، أحمل مصحفك أتناول معك العهود على الصمود حتى النصر... أو الشهادة، ولكني لم أتركك فقد كنت معك بقلبي، وعيني على شاشة التلفاز أتابع لحظة بلحظة صياغة التاريخ لصفحةٍ جديدة، صفحة كتبتها أنت بدمائك...
صفحة الحرية!
الحرية يا مصطفى، ولا أقصد الحرية التي يتحدث عنها الشارع بجلاء الحاكم وسقوط النظام! ولكن أقصد الحرية  التي تجعلك تتنفس!
وأنت الآن تتنفس!
شغف عجيب يتملكني منذ الصغر بمشاهدة التسجيلات  التي كانت تنقل عبر موجات الأثير من ساحات القتال، فبعيدا عن أجواء الحرب المزعجة وساحات القتال الدامية كانت الحياة تبدو للنظرة الأولى عادية طبيعية، هذا هنا هذا هناك! إلا شيئا واحدا، فهؤلاء يستطيعون التنفس لأنهم يدركون معنى الحرية بينما نحن لا نستطيع...
الحرية يا مصطفى!
ذلك الكيان المعنوي المجهول...
 استطعت أنت فك طلاسمه!
ذات يوم سألني أحد المفكرين أن أصف له الحرية كما أراها، وقتها أعجزني الرد، وهل رأيت  الحرية يوما حتى أصفها؟!
كان الأديب طه حسين يقول: إن الحرية حرية القول والعمل ومع احترامي للأديب أراني أختلف معه، وهل الحرية أن أترك نفسي وهواها؟!  أقول ما أشاء ساعة أشاء! أفعل ما أريد ساعة أريد! عقيدتي نفسي ومبدأي هواي!
يتحدثون عن الحرية ولم يعرفوها، ولكن أنت يا مصطفى... أنت عرفتها!
وفي ميدان التحرير انكسر القيد...
وبكينا حزنا، بكينا ألما، بكينا غضبا...وبكينا فرحا!
وإذ بي أنظر إليك، إلى وجه جمدت على شفتيه ابتسامة العارف بالحرية، وبكيت على حالي وأنا أتمتم من بين شفاه راجفة: يا مصطفى أذقني طعم الحرية. 


صفية الصاوي
(حرر في فبراير ٢٠١١م)














ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق