الخميس، 23 يونيو 2011

راية العبث

راية العبث



عندما نكبر يحلو لنا أن نعبث بالصغار

 كما كان يعبث بنا الكبار عندما كنا صغارا...

قد يبكي الصغار فنرانا مجبورين على أن نكف عن العبث حتى لا نرهق

أنفسنا بصوت بكائهم.

 وفي زحمة العبث لا نلتفت إلى أولئك الصغار الذين يتألمون في صمت

ويبكون على استحياء!

 وتمضي الأيام... ويعتاد الصغار على الألم ويكفون عن البكاء، فلم يعد

للألم أثر يذكر ولم يعد للبكاء وجود!

وتمضي السنون... ولم يعد للصغار وجود!

فالصغار الآن أصبحوا كبارا، والكبار يتسلمون راية العبث، والحياة

تستمر... أو لا تستمر! 


صفية الصاوي (حرر في مارس 1994م) 

الثلاثاء، 7 يونيو 2011

لكن حمزة لا بواكي له!


لكن حمزة لا بواكي له!
إلى شهيد الكرامة حمزة الخطيب

 
تتعثر الكلمات حين أصوغها متنازعًا عليها بين الألم والغضب! فلا عجب أن تخرج عن النص! ولا عجب أن تتخلف عن السياق! ولا عجب أن يشوب المفردات بعض التوتر وكثير من الاضطراب! ولا عجب أن يتحول الغضب إلى ثورة حادة، والألم إلى عاصفة مزمجرة!
ولا عجب أن أعود إلى الوراء ألفا أفتش عن عمر وأنادي المعتصم: مَنْ للأرامل واليتامى والثكالى ومَنْ... لحمزة؟!
مَنْ لصبي في الثالثة عشرة من عمره جارٍ على المألوف في الصبيان، مِنْ تأثر عقولهم ونفوسهم بما يرون ويسمعون ويشعرون؟!
رأى الأحرار من أهله يتعرضون للأذى ويُحْكَمُون بالدم، وسمع ادعاءات نظام القمع والوحشية... وشعر بالغضب.
أراد أن يصبح رجلًا، وأراد أن يشارك في تظاهرة يوم الغضب، في بلدة الجيزة مسقط رأسه بالقرب من درعا الصامدة مع المشاركين لفك الحصار عن المدينة.
وخرج حمزة... واعتقل حمزة... وقتل حمزة... ولم يكتف الجلاد بقتله فبدت على جسمه آثار التعذيب وطلقات الرصاص؛ واحدة اخترقت ذراعه واستقرت في خاصرته اليسرى وأخرى في اليمنى وثالثة في صدره!
جريمة نكراء تعجز مفردات اللغة عن وصفها! وويل لمن تولوا كبرها من
يوم يوقفون فيه على ربهم.
 {ولا تحسبن الله غافلًا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء}
ولعل لعنتها تعجل بانهيارهم وتأتي على بنيانهم من القواعد، فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا.

صفية الصاوي (حرر في  مايو 2011م)