السبت، 7 يوليو 2012


الجنة في عقول الأغبياء!!!




ترامت بعض أطراف حديثه إلى مسامعي فأصخت السمع فإذا به يقول: لاحظت أن

 الكثيرين من أصحاب "جزاكم الله خيرًا" يستدلون ويستشهدون بأشياء لا يؤمن بها

 "اللادينيون". ثم يضيف: تخيل معي زميلي "اللاديني" أنك بائع برتقال يأتي إليك أحد

 ليعرض عليك برتقاله للبيع فيضع أمامك عدة صناديق فارغة، وعندما تقول: إنها فارغة

 يقول: كلا. إنها ملآى، إنه نوع جديد من البرتقال، إنه مثل الهواء!
 
إنه يهذي وإنني أصغي، لحاجة في نفسه وحاجة في نفسي وإنه يقضي وإنني... لا أقضي!

فيسوق أمثلة لهذا الهواء!

فيتحدث عن الجنة!

ثم يستشهد بآدم (عليه السلام)، والغلام، والجارية، ثم ينتقل إلى شيث ومنه إلى يافث

 إلى غير ذلك مما يزعم أنه "أساطير في الألواح الطينية داخل المعابد".

ثم يضع نقطة... ثم يبدأ السطر بالحوار والنقاش.

فيقول أحدهم: شكرا لك!

ويقول آخر: الكذب في سبيل الله ليس حراما!

ويقول ثالث: ليس بعد الدين كفر!

ثم تقول: الجنة في عقول الأغبياء!!!

وأنتفض!

وأعيد النظر إليها لعلي أبلغ مرادها... أو أنصرف عنها!

ولكنها هي... صديقتي! فماذا تفعل بينهم؟!

انتابتني حالة من الذهول تشتت لها ذهني فانتظرت قليلا ثم قصدتها بحديثي –إذ لم يكن

 يعنيني من الحضور إلا حضورها ولا من المشهد إلا شهادتها!- أقول: انتظرت قليلا ثم

 قصدتها بحديثي فقلت: هل تقولين إن الجنة في عقول الأغبياء؟

فردت تنكر علي مثل هذا التفكير الذي "أودى" بي إلى مثل هذا السؤال: وهل لديك

 تصور آخر؟!

صمتُّ... فانتظرتْ قليلا ثم قالتْ: "عزيزتي" أنا تعبت كثيرا حتى توصلت لما قلت!

 أرجوك  ابحثي وادرسي وإن لم تقتنعي فلا تلوميني!

حدثتني نفسي فحدثتها: ولم ألومك؟!

الجنة يا "عزيزتي" مما استقر في دين الرسل جميعا! ضمنه الله كل كتاب أنزله، وبعث

 به كل نبي أرسله! فهل هناك أغبى ممن يحكم بالغباء على جميع النبيين والمرسلين

 وجميع من تبعهم منذ فجر الخليقة إلى يومنا هذا؟!

انسحبت أشعر أنني أريد انتزاع نفسي من نفسي، وسمعي من سمعي، وبصري من

 بصري؛ أستبدل بها نفسا طاهرة، وسمعا وبصرا غير مسئول!


صفية الصاوي