الأربعاء، 20 فبراير 2013




        بيضاء لا كدر يشوبُ صفاءها!

 



بيضاء لا كدر يشوب صفاءها           كالياســـــــميــن نقــاوة وعبيـــرا

لست أدري لماذ كلما تذكرت هذا البيت أعود إلى الوراء عشرا؟! إلى ما كنت أسميه

 في ذلك الوقت "بالحجرة البيضاء"، حيث كل شيء أبيض اللون؛ الأرض والسقف 

الجدران والستائر والملاءات حتى وجهها –في ذلك الوقت- كان يبدو أبيض اللون!

 كانت تعاني من ذلك المرض الخبيث وعلى غير العادة بدا وجهها أبيض لا أصفر 

كعادة المصابين بذلك المرض، وكأنما تتناغم في تمازج عجيب مع كل ما حولها 

–كعادتها دائما!- يومها أمسكت بيدي ثم همست بصوت حاولت أن تحمله من الأمل 

أكثر مما يمكن أن يحتمل فغطى عليه تهدج صوتها، وارتفاع أنفاسها، وارتخاء 

أعصابها، وملامح الألم...

أقول: يومها أمسكت بيدي وقالت: هل سنلتقي؟ فأعجزني الرد، واضطربت أنفاسي 

وهممت أن أقول: وكيف لا؟!

فصوبت نحوي سهام عينيها ترجوني ألا أفعل!

ثم ابتسمتْ فبكيتُ!

ثم قالت: لم يبق سوى بضعة أشهر... أريدها بيضاء كما هي!

ثم آثرتْ الصمت على الكذب... ولكم تكره الكذب!

والآن... بعد مرور أكثر من عشرة أعوام على وفاتها؛ أحمد الله كل يوم أننا 

استطعنا أن نبقى على ذكرى "بيضاء لا كدر يشوب صفاءها"
 

 صفية الصاوي